مــواضيــع مكــذوبة
انهـا رســائل انتشــرت في المنتديات وعبر البريـد الالكتروني لكثيـر من المسلمين.. ورغم انهـا جميـعها تحـث على الخيــر الاّ انه يجب ألاّ ننسبــها الى رسول الله صلى الله عليه وسلـم بغير ان نتأكــد من صحتهــا ومسنـدها
*****
الــمــوضــوع رقم 1
حديث إن حاسبني لأحاسبنّه
الــســؤال
ما صحة هذا الحديث ؟
" بينما النبي صلى الله عليه واله وسلم في الطواف إذا سمع اعرابيا يقول: يا كريم
فقال النبي خلفه: يا كريم
فمضى الاعرابي الى جهة الميزاب وقال: يا كريم
فقال النبي خلفه : يا كريم
فالتفت الاعرابي الى النبي وقال: يا صبيح الوجه[] يارشيق القداتهزأ بي لكوني اعرابياً؟
والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك الى حبيبي محمد صلى الله عليه واله وسلم
فتبسم النبي وقال: اما تعرف نبيك يااخا العرب؟
قال الاعرابي : لا
قال النبي : فما ايمانك به
قال : اّمنت بنبوته ولم اره وصدقت برسالته ولم القاه
قال النبي : يا أعرابي [] اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الاخرة
فأقبل الاعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه واله وسلم
فقال النبي : مهلا يا اخا العرب لا تفعل بي كما تفعل الاعاجم بملوكها
فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً[] بل بعثني بالحق بشيراً ونذيرا
فهبط جبريل على النبي وقال له: يا محمد السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام
ويقول لك : قل للاعرابي لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا [] فغداً نحاسبه على القليل والكثيروالفتيل والقطمير
فقال الاعرابي: او يحاسبني ربي يا رسول الله؟
قال : نعم يحاسبك إن شاء
فقال الاعرابي: وعزته وجلاله[] إن حاسبني لأحاسبنه
فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : وعلى ماذا تحاسب ربك يا اخا العرب؟
قال الاعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه
فبكى النبي حتى إبتلت لحيته
فهبط جبريل على النبي وقال : يا محمد[] السلام يقرئك السلام ويقول لك يا محمد قلل من بكائك فقد الهيت حملة العرش عن تسبيحهم وقل لأخيك الاعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة "
الـجـواب
هذا حديث لا أصل له ولا تجوز روايته لأنه مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم
وذلك لائح على ألفاظه الركيكة، ونكارة متنـة .
فالعبد لايخاطب ربه بهذا الخطاب المنافي للأدب ، وماكان النبي صلى الله عليه وسلم ليقـر قائلا عن ربه
( لئن حاسبني ربي لأحاسبنه )
ذلك أن العبد لايحاسب ربه ، قال تعالى ( لايٌسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُوُنْ ) ولهذا فحتى الرسل يوم القيامة
يقولون تأدبا مع الله :
" يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ" .
" المائدة * 109 "
والعبـد يسأل ربه عفوه وكرمه ، ولا يحاسبه على شيء ،
ومع ذلك فلا يدخل أحدٌ الجنة إلا برحمة الله ، لايدخل أحدٌ بعمله ، كما صح في الحديث ،
فالعبد في حال التقصير دائمـا بمقتضى عبوديته ، والرب هـو المتفضل الرحمن الرحيم بكمال صفاته ،ولهذا ورد في حديث سيد الاستغفار أن يقول العبـد ( أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لايغفر الذنوب إلا أنـــــت ) متفق عليه .
أبوء : أي أقـرّ وأعترف بنعمك العظيمة التي قابلتها بالتقصير والذنب .
والصحيح أن يقول العبد : إن حاسبني ربي على ذنوبي ، رجوتُ رحمته وسألته مغفرته ،
فإني العبد الخطّاء وهو الرب الرحيم العفو الغفور.
وإن حاسبني على بخلي ، سألته أن يمن علي بكرمه وتجاوزه ،فإني مقر بذنبي وهـو الجواد الكريم المنان ، فمن أرجو إن لم أرجوه ، ومن ذا يغفر الذنوب سواه ،ومن أكرم الكرماء غيره سبحانه ، أونحو هذا من القول الذي فيه الإقرار بالعبودية والذنب ،في مقام السؤال والتوسل والتذلل لله تعالى الخالي من خطاب التحدي المنافي للأدب.
الشيخ / حامد بن عبدالله العلي
الــمــوضــوع رقم 2
حديث الدعاء الذي يهتز له العرش!
او باسم اخر دعاء مكتوب على باطن جناح جبريل ؟
الــســؤال
أرجو بيان صحة الحديث الآتي: وهو دعاء مكتوب على باطن جناح جبريل عندما رفع عيسى -عليه السلام- إلى السماء:
"اللهم إني أدعوك باسمك الواحد الأعز؛ وأدعوك اللهم باسمك الصمد؛ وأدعوك باسمك العظيم الوتر؛وأدعوك باسمك الكبير المتعال الذي ثبت به أركانك كلها أن تكشف عني ما أصبحت وما أمسيت فيه". فقال ذلك عيسى عليه السلام ؛ فأوحى الله تعالى إلى جبريل أن ارفع عبدي إلى السماء.
وقال صلى الله عليه وسلم: "يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهذه الكلمات،فو الذي نفسي بيده؛ ما دعاه بهن عبد بإخلاص فيه إلا اهتز العرش،
وإلا قال الله لملائكته: اشهدوا أني قد استجبت له بهن، وأعطيته سؤاله في عاجل دنياه و آجل آخرته".
الـجـواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فبعد البحث وجدت الحديث قد رواه الخطيب البغدادي في تاريخه (11/379)،
وابن عساكر في تاريخه (47/471)، وقد أورده ابن الجوزي في موضوعاته (3/430) ح (1662)، وقال عنه:
هذا حديث لا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعامة رواته مجاهيل لا يعرفون.
عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
--------------------------------------------------------------------------------
الــمــوضــوع رقم 2
حديث عشرة تمنع عشرة
الــســؤال
من موقع الشيخ بن عثيمين رحمه الله
ما حكم هذا الحديث :
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عشرة تمنع عشراً وهي:
سورة الفاتحة تمنع غضب الرب
وسورة يس تمنع عطش القيامة
وسورة الدخان تمنع أهوال يوم القيامة
وسورة الواقعة تمنع الفقر
وسورة الملك تمنع عذاب القبر
وسورة الكوثر تمنع خصومات الخصماء
وسورة الكافرون تمنع الكفر عند الموت
وسورة الإخلاص تمنع النفاق
وسورة الفلق تمنع الحسد
وسورة الناس تمنع الوسواس
الـجـواب
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه [] أما بعد :
فالحديث الذي ذكره السائل في فضل عشر سورٍ من القرآن الكريم حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم تحرم نسبته إليه صلى الله عليه وسلم
لقوله - صلى الله عليه وسلم - :" من حدّث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين "
فقد ذكر ابن قيم الجوزية – رحمه الله – ما صح فيه فضل من سور القرآن ولم يذكر هذا الحديث الذي سأل عنه السائل ثم قال ابن القيم بعد ذلك : " ثم سائر الأحاديث بعدُ كقوله : من قرأ سورةَ كذا أُعطِيَ ثواب كذا
فموضوعه على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( المنار المنيف : رقم 225 – 238) .
وكذلك فعل عمر بن بدر الموصلي في كتابه ( المغني عن الحفظ والكتاب ) ،حيث قال : " فلم يصح في هذا الباب شيء غير قوله في .. " فذكر ما يصح ولم يذكر الحديث المسؤول عنه وتعقبه محققه،وهو الشيخ أبو إسحاق الحويني ، بزيادة أحاديث صححها ، فلم يذكـر أيضـاً هذا الحديث ( جُنّة المرتاب : 121-145)
وكذلك فعل السيوطي ( على توسُّعِه في التصحيح) فأورد ما ليس بموضوع في فضائل القرآن ،فلم يذكر هذا الحديث ، فيكون عنده موضوعاً ( الإتقان للسيوطي : 2/1113-11130).
وتابعهم ابن هِمّات في كتابه ( التنكيت والإفادة : 30-40)،وفضيلة الشيخ بكر أبو زيد في ( التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث : 122- 123 رقم 191-193)
ومع ذلك : فقد صحت أحاديث أخرى في فضل السور الواردة في الحديث الذي سأل عنه سائل ،فقد صح في سورة الفاتحة ، وسورة الإخلاص ، والمعوذتين ، والكافرون ، والملك أحاديث في فضلها على وجه الخصوص
أما سورة : يس ، والدخان ، والواقعة ، والكوثر ،
فلم يصح في تخصيصها بالفضل حديث . هذا مع ما ثبت في فضل قراءة جميع سور القرآن ،
وما جاء في الحث على تلاوته وتدبره وتعلمه وتعليمه والعمل بما فيه كتاب الله – تعالى-
وفي صحيح أحاديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم – والله أعلم .
الشيخ / الشريف حاتم بن عارف العوني
--------------------------------------------------------------------------------